القرآن والعلم البعوضة وما فوقها دراسة في الإعجاز العلمي

 

القرآن والعلم البعوضة وما فوقها   دراسة في الإعجاز العلمي



بقلم عقيد محمود سودان 

قول الله تعالى:

_ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ_

سورةالبقرة: 26


إن الآية الكريمة من سورة البقرة، والتي تتحدث عن ضرب الله تعالى المثل بالبعوضة وما فوقها، تحمل في طياتها إشارات علمية دقيقة تتجلى في الاكتشافات الحديثة. دعنا نستكشف بعض هذه الجوانب:


أولاً -دقة التعبير "فَمَا فَوْقَهَا":

في ظاهر الأمر، قد يتبادر إلى الذهن أن "ما فوقها" يعني شيئًا أكبر حجمًا. ولكن، مع التقدم العلمي، اكتشفنا عوالم دقيقة جدًا تعيش على البعوضة نفسها أو ترتبط بها بطرق معقدة.

 -الكائنات الدقيقة: يحمل البعوض العديد من الطفيليات والفيروسات والبكتيريا الدقيقة التي لا تُرى بالعين المجردة. هذه الكائنات، على صغر حجمها، تشكل عالمًا قائمًا بذاته وتعتمد على البعوضة في دورة حياتها. فسبحان من أحاط بكل شيء علمًا!

 -العث الدقيق: هناك أنواع من العث الدقيق جدًا تعيش متطفلة على البعوض. هذه الكائنات أصغر حجمًا بكثير من البعوضة، وتُعد مثالًا حيًا على دقة تعبير القرآن الكريم بـ "فَمَا فَوْقَهَا" الذي يشمل ما هو أدق وأصغر في التركيب والتعقيد.


ثانياً-إعجاز الخلق في البعوضة نفسها:

حتى البعوضة في حد ذاتها تحمل تعقيدًا مذهلاً يشهد على عظمة الخالق:

 -جهاز امتصاص الدم المعقد: تمتلك البعوضة خرطومًا دقيقًا ومجهزًا بآليات معقدة لثقب الجلد وامتصاص الدم دون أن يشعر الإنسان في البداية. هذا الجهاز الدقيق يتكون من عدة أجزاء تعمل بتناغم عجيب.

 -أجهزة الاستشعار المتطورة: تمتلك البعوضة أجهزة استشعار حساسة جدًا تستطيع من خلالها تحديد موقع فريستها عن طريق استشعار ثاني أكسيد الكربون المنبعث من تنفس الكائنات الحية، وكذلك درجة الحرارة والرطوبة.

 -الأجنحة الدقيقة وقدرتها على الطيران: على صغر حجمها، تمتلك البعوضة أجنحة دقيقة تمكنها من الطيران والمناورة بكفاءة عالية. دراسة حركة أجنحة البعوضة ألهمت العديد من الأبحاث في مجال الطيران والروبوتات الدقيقة.


ثالثاً -الهدف من ضرب المثل:

إن الله تعالى لا يضرب الأمثال عبثًا، بل لحكمة عظيمة وهي تقريب المفاهيم المعنوية والعقلية إلى الأذهان عن طريق الأمور الحسية الملموسة. فكما أن البعض قد يستصغر البعوضة، فإن الحق قد يبدو صغيرًا في نظر البعض الآخر، ولكنه في حقيقته عظيم الأثر.


في الختام:

تتجلى عظمة القرآن الكريم في إشاراته الدقيقة التي تواكب الاكتشافات العلمية الحديثة. فالآية الكريمة عن البعوضة وما فوقها ليست مجرد مثال بسيط، بل هي إشارة إلى عوالم دقيقة ومعقدة لم نكن نعرف عنها شيئًا وقت نزول القرآن، لتشهد على صدق كلام الله وإعجازه في كل زمان ومكان.

         والله أعلم 


الفقير إلى الله محمود سودان 

إرسال تعليق

0 تعليقات