اللواء أشرف حماد نجل اللواء جمال حماد المؤرخ العسكري و عضو مجلس قيادة الثورة يكتب...
اعزائى القراء والزملاء الاعزاء اتذكر بوضوح حرب اكتوبر عام ثلاثه وسبعون كنت يدوبك حاصل على الاعداديه ووالدى قرر انى ادخل الثانويه العسكريه الداخليه وكانت لسه منشأه جديد وكنا اول دفعه ندخلهاوكانت موجوده على اول طريق الفيوم طبعا امى كانت معترضه انى لسه سنى صغير لاكن والدى كان عنده اسبابه فانا كنت سئ جدا فى ماده الرياضيات والحساب وكنت مبعرفش احل المعادلات الرياضيه وفى الجبر كنت انظر الى مسائل الجبر كما تنظر انت الى اللغه الهيروغليفيه وطبعا كانت نتيجه ده انى نجحت فى الاعداديه ولكن بدون مجموع يؤهلنى لدخول الثانوى العام فلما اعلنت القوات المسلحه عن قبول اول دفعه للثانويه العسكريه وكان هناك طبعا استسناء لابناء الضباط بس كان فيه امتحانات طبيه ورياضيه
فاجتزت كل الاختبارات وفعلا قبلت فى المدرسه ويوم الخميس اربعه اكتوبر اخدنى الوالد ونزلنا وسط البلد عشان يشتريلى شويه مستلزمات لزوم دخول المدرسه واثناء مرورنا امام جامع عمر مكرم تقابل ابى بالصدفه وانا اسير الى جواره مع ضابط ينزل من سياره عليها العلم ويرتدى زى القوات المسلحه ويضع مسدس ضخم فى جانبه وبادره هذا الضابط الذى لم اكن اعرفه بالقبلات وقال له ازيك ياجمال دنا لسه ماضى على كشف القبول بالثانويه العسكريه الداخليه وكان فى اسم واحد من ولادك فابى اشار الى وقال له ايوه مهو هو ده اشرف ابنى فربت على كتفى بحب وقال لى لازم تطلع ضابط شاطر زى بابا وضحك وضحك ابى وتصافحا ودخل هذا الضابط الى الجامع واكملت طريقى مع والدى وعندما سالته مين ده يبابا فقال لى ده سعد الشاذلى رئيس الاركان في اليوم التالى صافحت والدتى واخوتى وصحبنى والدى الى المدرسه كان يوم الجمعه خمسه اكتوبر حيث ودعنى ودخلت للمدرسه ولئننا كنا اول دفعه فمكنش فى طلبه صف ضباط فانتخب الضباط منا بعض الطلبه ليقوموا بدور ضباط الصف يدوب بيتنا اول يوم فى المدرسه ويوم السبت استيقظنا على طابور الصباح ثم الافطار ثم الفصول وعند الساعه اثنين الظهر اخرجونا من الفصول واجلسونا فى ارض الطابور وفتحوا لنا اذاعه صوت العرب لنستمع للاغانى الوطنيه واذكر اغنيه ورده الجزائريه ونا على الربابه بغنى واغنيه رجعين فادنا سلاح واسثمرت الاغانى الوطنيه الى ان استمعنا الى البيان الاول وعلمنا ان الاشتبكات بدات بيننا وبين العدو على الجبهه ويخلص البيان نرجع للاغانى الحماسيه لغايه البيان الى بعده حتى وصلنا للبيان الذى اثلج صدورنا بان قواتنا المسلحه قد عبرت القنال واقتحمت حصون خط بارليف وتقاتل الان فى شرق القنال
لا استطيع ان اصف لك عزيزى القارئ مشاعر الاعزاز والفخار التى شعرنا بها جميعا ونحن ننتمى للقوات المسلحه لقد جعلت رقابنا فى السماء من هذا النصر العظيم فى يوم الجمعه اتناشر اكتوبر كان موعد الزياره الاسبوعيه لاولياء الامور زارنى والدى واخذنى بالاحضان وكان الفرح ظاهر من عينيه وجلس يحكي معى عن افراح النصر وعن فرحه الانتصار ثم اخرج من جيبه مفكرته الصغيره النى يدون فيها افكاره وجعلنى اقراء شعره الذى نظمه عن العبور وكنت سعيدا به واكاد اطير من الفرحه وها انا اشرككم معى لتطالعوا قصيده من وحي العبور من شعر والدى المغفور له


0 تعليقات