سلسلة قصارلوجي في فهم وعلاج الإعاقات العصبية
* الحلقة الثانية*
متابعة م أشرف الصدفي الكويت
*الضمور الدماغي... هل هو مصير لا مفر منه ؟ فكان لنا لقاء مع الباحث ياسر مصطفي قصار مؤسس علم العلاج بالمسارات العصبية ومؤلف كتاب لغز الأمراض المستعصية والوقاية منها برعاية وزارة الثقافة
حوار / اشرف الصدفي - الكويت
من خلال العمل السريري العميق بتقنية *قصارلوجي* للعلاج بالمسارات العصبية، تكشّفت حقائق مهمة عن التشخيصات الشائعة التي تُطلق على بعض الأطفال المعاقين، وعلى رأسها ما يُعرف بـ"الضمور الدماغي"، والذي يُقدَّم عادةً بوصفه حالة نهائية لا رجاء في علاجها.
غير أن الفهم الجديد الذي قدمته *قصارلوجي* فتح أبواب الأمل، لا عبر الوهم، بل من خلال رؤية علمية مختلفة جذريًا عن المألوف.
فهم جديد للمشكلة
بحسب ما تكشفه المسارات العصبية، فإن السيالة العصبية لا تسير من الدماغ إلى الأطراف فقط، بل تسلك *دائرة مغلقة*:
فالأعصاب القحفية ليست جميعها صادرة من الدماغ فحسب، بل إن *الحبل الودي يبدأ من الفقرات العصعصية صعودًا نحو الدماغ*، ليعيد تغذية المراكز العصبية العليا، مما يشكّل حلقة عصبية متكاملة.
هذا الاكتشاف أتاح لنا إمكانية *إعادة تنشيط الخلايا الدماغية التي دخلت في حالة ضمور أو خمول*، مما أدى فعليًا إلى استجابة دماغية ملموسة، ثبتت من خلال التصوير الطبقي والرنين في عدد من الحالات، التي أظهرت *انكماشًا في البطينات الدماغية المتوسعة، ونموًا واضحًا في الكتلة العصبية*.
بل يمكن القول إن هذه النتائج تنقض الاعتقاد السائد بأن "الخلايا العصبية لا تتجدد"، حيث ثبت عمليًا أن *الخلايا يمكن أن تستعيد وظيفتها بل وتنمو مجددًا* إذا ما أُعيد تنشيط الدارة العصبية المغلقة.
نموذج من الواقع*
من بين الحالات التي نعتز بتوثيقها، حالة *طفلة في عمر 4 سنوات*، شُخّصت بأنها مصابة بضمور دماغي شديد. لم تكن تمشي، ولا تتكلّم، وكانت تعاني من غياب شبه تام في التفاعل البصري والسمعي، وتعتمد كليًا على الرعاية في كل تفاصيل حياتها اليومية.
عند إخضاعها لتقييم عبر تقنية قصارلوجي، تبيّن وجود خلل في عدة مسارات عصبية، خاصةً المرتبطة بمراكز الحركة والنطق. تم وضع خطة علاجية مركزة، شملت جلسات تنشيط للمسارات القحفية والودية، دون تدخل دوائي أو جراحي.
النتائج كانت لافتة:*
- بعد 10 جلسات: بدأت بإصدار أصوات مفهومة.
- بعد ثلاثة أسابيع: بدأت بالمشي بمساعدة.
- بعد شهرين: أصبح لديها تفاعل بصري وسمعي واضح، وتنطق جملًا بسيطة.
- بعد 4 أشهر من العلاج المكثف: أصبحت مستقلة في الحركة، وتلتحق بحضانة عادية، وقد خفف طبيب الأعصاب المختص تشخيصها السابق بعد إعادة التقييم.
الرسالة*
ما يُسمى بالضمور الدماغي ليس دائمًا موتًا عصبيًا، بل في كثير من الأحيان *تثبيط وظيفي يمكن استرداد نشاطه*، إذا فُهمت آلية عمل الدارة العصبية الكاملة، وتم تفعيلها بشكل علمي دقيق.
إن ما تقدمه *قصارلوجي* ليس بديلًا للطب، بل *امتداد لفهمه بطريقة وظيفية شاملة*، تُعيد النظر في ثوابت اعتُبرت لسنوات طويلة "نهايات مغلقة"، بينما هي في الحقيقة *بدايات لأمل جديد*.
نلتقي في الحلقة القادمة بإذن الله مع:
*الشلل الدماغي... هل يمكن للدماغ أن يستعيد السيطرة ؟


0 تعليقات