توطين التكنولوجيا النووية الدكتور عادل عامر 🇪🇬

 

توطين التكنولوجيا النووية




الدكتور عادل عامر   🇪🇬


توطين التكنولوجيا النووية هو عملية نقل المعرفة والخبرات لتمكين الكوادر الوطنية من بناء وإدارة وتشغيل المشروعات النووية. في مصر، يتمثل هذا في مشروع محطة الضبعة النووية، والذي يركز على زيادة المشاركة المحلية في الصناعات والمعدات، وتدريب الكوادر الوطنية، وتوطين تكنولوجيا الطاقة النووية السلمية، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.


يمثل تنفيذ مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية تتويجا لسنوات عديدة من الجهود المصرية لإدخال الطاقة النووية إلى مصر حيث تعود خطط إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية إلى أواخر السبعينيات، عندما بدأت إجراءات اختيار الموقع.. يهدف مشروع الضبعة للطاقة النووية إلى بناء أربع وحدات من مفاعلات الماء المضغوط PWR  من الطراز الروسي VVER-1200 (AES-2006) بقدرة 1200 ميجاوات لكل وحدة، وتعتبر مفاعلات الماء المضغوط التي تم اختيارها هي أكثر أنواع المفاعلات شيوعًا في جميع .أنحاء العالم


يقع موقع الضبعة على طول الساحل الشمالي الغربي لمصر على البحر الأبيض المتوسط.


ولقد جاء عامل الأمان والموثوقية  لتصميم المفاعل النووي من أهم عوامل المفاضلة الرئيسية لاختيار نوع المفاعل والتكنولوجيا المستخدمة لبناء المحطة النووية في الضبعة حيث تنتمي التكنولوجيا المستخدمة إلى نوعية مفاعلات الجيل الثالث المطور وهو متوافق تمامًا مع جميع متطلبات ما بعد .حادثة فوكوشيما والتي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية


يتم تنفيذ المشروع من خلال ثلاثة مراحل رئيسية:


المرحلة الأولى وهي المرحلة التحضيرية والتي بدأت منذ ديسمبر 2017 وتغطي الأنشطة التي تهدف إلى تجهيز وتهيئة الموقع لإنشاء المحطة النووية، وتستمر لمدة عامين ونصف إلى أربعة أعوام.


المرحلة الثانية وتبدأ بعد الحصول على إذن الإنشاء وتشمل كافة الأعمال المتعلقة بالبناء والتشييد وتدريب العاملين والاستعداد للبدء في اختبارات ما قبل التشغيل، وتستمر المرحلة الثانية لمدة خمسة أعوام ونصف.


المرحلة الأخيرة وتشمل الحصول على إذن إجراء اختبارات ما قبل التشغيل والتي تشمل إجراء اختبارات التشغيل وبدء التشغيل الفعلي وتستمر هذه المرحلة حتى التسليم المبدئي للوحدة النووية وإصدار ترخيص التشغيل، وتصل مدة اختبارات ما قبل التشغيل إلى 11 شهر.


يرتبط تقدم العمل بالمشروع ارتباطا مباشرا باستخراج التراخيص التي تهدف إلى ضمان سلامة المحطة من خلال استيفاء كافة الوثائق القانونية اللازمة. ستؤدي هذه العملية إلى الحصول على جميع التراخيص والأذون المطلوبة لقبول الموقع والإنشاء والتشغيل.


ويعد مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية عنصرًا مهمًا في استراتيجية التنمية المستدامة في مصر، رؤية مصر 2030، ويؤدي تنفيذ محطة الضبعة للطاقة النووية إلى تحقيق فوائد عديدة لمصر:


التنوع في مصادر الطاقة للدولة


إنتاج وتوليد طاقة عالية، مما يساعد على تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء بطريقة موثوقة اعتمادية ومستدامة ويعتبر أساس لتنمية اقتصادية مستقرة.


الحفاظ على الموارد الطبيعية غير المتجددة– النفط والغاز واستخدامها بشكل رشيد


التكلفة التنافسية للكهرباء المولدة وبشكل ثابت على مدار اليوم بغض البصر عن الظروف الجوية


مصدر طاقة نظيف خالي من انبعاثات الكربون، ويلعب دورًا بارزًا في مواجهة الاحتباس الحراري


استيعاب التقنيات والتكنولوجيا المتطورة وتعزيز البحث والتطوير


الارتقاء بجودة العمل والمنتجات محلية الصنع إلى مستوى المعايير الدولية


زيادة فرص العمل للمصريين بمشاركة محلية لا تقل عن 20٪ للوحدة الأولى وحتى 35٪ للوحدة الرابعة


دفع عجلة التنمية الاقتصادية والبنية التحتية في منطقة مطروح وخاصة في منطقة الضبعة


الاعتراف الدولي بإنجازات الدولة


ويعد وعاء ضغط المفاعل أحد المكونات الرئيسة في المحطة النووية، إذ يحتوي في داخله على قلب المفاعل الذي تتم فيه سلسلة التفاعلات النووية المتحكم به، ويتميّز هذا الوعاء بقدرته العالية على تحمّل الضغط ودرجات الحرارة المرتفعة، مع ضمان الإحكام الكامل ضد أي تسرب، ما يجعله عنصرًا أساسيًا في منظومة الأمان والموثوقية التشغيلية للوحدة النووية.


وتمّ تصنيع وعاء ضغط المفاعل في مصنع "إيجورا" التابع للقسم الهندسي الميكانيكي لمؤسسة "روساتوم" الحكومية الروسية، ويبلغ وزنه أكثر من 330 طنًا، وشارك خبراء من هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء - بصفتها المالك والمشغّل المستقبلي لمحطة الضبعة النووية - في أعمال التفتيش خلال مراحل التصنيع، لضمان الالتزام الكامل بمتطلبات ضمان الجودة والمعايير الفنية المعتمدة.


وتُعد المحطة النووية بالضبعة أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية في مصر، ويتم بناؤها في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتبعد نحو 300 كيلو متر شمال غرب العاصمة المصرية القاهرة، وتتكون المحطة من أربع وحدات للطاقة بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها، مزودة بمفاعلات الماء المضغوط من الطراز الروسي VVER-1200 من الجيل الثالث المُطور، التي تعد أحدث التقنيات، ولها بالفعل محطات مرجعية تعمل بنجاح.


كما تم توقيع اتفاقية البرنامج الشامل بين مصر وروسيا، التي تشمل التعاون في مجالات عديدة منها المجال النووي وبعض المجالات التي تخدم القطاع الطبي متمثلا في إنتاج النظائر المشعة لعلاج الأورام، وكذا مجالات أخرى مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد التي تخدم القطاع النووي، وأيضا في مجال الاتصالات.


ويمثل مشروع محطة الضبعة النووية إضافة استراتيجية تدعم خطط الدولة للتحول في قطاع الطاقة، ودعامة رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة، فضلاً عن دوره في تطوير البنية التحتية للصناعة ورفع كفاءة الكوادر المصرية في مجالات التكنولوجيا النووية السلمية.


وبتوقيع أوامر شراء الوقود النووي والاتفاقيات المصاحبة لها، تدخل مصر مرحلة أكثر تقدمًا في رحلة بناء مشروع الضبعة، حيث يقترب المشروع من الانتقال التدريجي نحو تفعيل إجراءات الاختبار والتشغيل، بما يمهد الطريق لتحقيق واحد من أهم أحلام الدولة في مجال الطاقة منذ منتصف القرن الماضي.


تُعدّ ليزرات ثاني أكسيد الكربون من أكثر أنواع الليزر استخدامًا في مختلف المجالات الصناعية والطبية والبحثية والعسكرية، وقد جاء تطويرها في إيران كثمرة لجهود الباحثين المحليين ونتاج لتوطين المعرفة النووية داخل البلاد.


تُعدّ ليزرات ثاني أكسيد الكربون من أكثر أنواع الليزر استخدامًا، حيث تعمل بطول موجي في نطاق الأشعة تحت الحمراء (حوالي 11 ميكرومتر)، ويمكن تشغيلها بنظامي النبضي والمستمر. تُعتبر الأنظمة المستمرة منها من أقوى أنواع الليزر في العالم، وقد تم تحقيق قدرات تصل إلى 100 كيلواط. وتتميّز هذه الليزرات بكفاءتها العالية في التفاعل مع المواد المختلفة، نظراً لامتصاص طول موجتها العالي في معظم المواد الجزيئية. كما أن تصنيعها يُعدّ أبسط نسبيًا من أنواع أخرى، ما يجعلها من الليزرات الاقتصادية.


من المهم التنوع فى مصادر الطاقة والكهرباء وعدم الاعتماد على مصدر واحد فقط، لرفع درجات التأمين للإمداد بالطاقة، وهى تساعد على تخفيض غاز ثانى أكسيد الكربون وتقليل ظاهرة الاحتباس الحراري.


هذا فضلا عن التكنولوجيا النووية التى تساعد على إحداث نقلة حقيقية فى معايير الجودة وتقدم الصناعة المحلية.


الحفاظ على موارد الطاقة من البترول والغاز الطبيعي. تعظيم القيمة المضافة من خلال استخدام البترول والغاز الطبيعي كمادة خام لا بديل لها فى الصناعات البتروكيميائية والأسمدة. فالطاقة النووية هى أحد مصادر الطاقة النظيفة بجانب المصادر المتجددة وتلعب دورا بارزا كأحد الحلول الجوهرية لتقليل انبعاثات الكربون ولمجابهة ظاهرة الاحتباس الحراري.


وجود محطة طاقة نووية فى مصر يعمل على تعزيز وتحفيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية,توفير فرص العمل كبيرة لتحفيز العمالة.


إن الصناعة المصرية تساهم بحوالي 20% من تصنيع مكونات المحطة الأولى والرقم فى تزايد مستمر مع التطور الذي سنلاحظه فى البحث العلمى والتعليم العالي. أيضا سيساهم فى توفير حوالى 4 الاف فرصة عمل للشباب فى مختلف المجالات.


سنلاحظ القدرة التنافسية للشركات المصرية فى التطور الدائم والمساهمة فى البناء والتشغيل. وهذا ينعكس ايجابيا على انتعاش الاقتصاد والتجارة. فضلا عن إنتاجه لقدرة كهربية أساسية تعادل ٤٨٠٠ ميجاوات، وهى تمثل أكثر من ١٠٪ من الإنتاج الحالى للكهرباء بمصر.


يعمل هذا المشروع على توطين التكنولوجيا النووية وزيادة نسبة المشاركة المحلية به وارتفاع معايير الجودة.

إرسال تعليق

0 تعليقات