رغم الحرب نناجي رب السلام
تساقطت أقنعة الليل وسُدلت
ستائر دماء وأطفالنا تحت الركام
لكن الشمس تلوح هناك
خلف جدارٍ من نورٍ خلف ظلال العَتَمَة
في ركن الساحة حيث الفناء
يحاصرهم جنودٌ وقصف
وتئن الجراح لكن الحلم لا يموت
فكيف نفسر حلم النجاة
وأنين طفلٍ يلملم شذرات ظلِّ الحنين،
يسوق المآسي إلى ريحان الياسمين
يرتل نحيبًا "أماهُ، لا تخافي
فيرد الصباح بأملٍ جديد
هل ينقذ الحبُ يومًا
سيل النزيف الباقي
أما آن لنا أن نعانق الشمس
أن نغني للحياة من نوافذنا المنطفئة
أما آن لهذا الليل أن يرحل
إن كان كل مدى الزمان مقفرًا
فإن قلوبنا تروي الأرض حُبًّا
تشق درب الضوء بين العتمة
وتكتب على جبين السماء
سلامٌ... سلام
بصيص أملٍ انتصارٌ للحق
وسط لج الظلام نراود الأفق
نزرع في رُكام الدمار فسيلة ورد
لعلَّ غدًا حرًّا يُزهِر فينا...
وإن عانق شبح الرعب نبض الديار
وخيَّم قديد الدخان على كل دار
سنهرع إلى الشواطئ
نبني من الرمال درب الحياة
ونكتب فوق اللظى
سنحيا سنحيا
سئمنا الوداع وقبور الممات
وزرقة الجفاف على الشفاه
لكن الحلم يرفرف كحمام أبيض
في الأفق البعيد... هناك
فهل من يجيب صريخ القلوب
ويحمل عن أكفّنا عقود الياسمين
لا تُطفِئوا نور الأمل
لا تئدوا حمام السلام
لا تقطعوا شجر الأرز ولا غصن الزيتون...
فثمة يومٌ قادم يومٌ قريب
يحمل على جناحي الأمل يوما السلام!
0 تعليقات