حكايات كحيان بن عدمان (6) بقلم : محمد فتحى شعبان

 

حكايات كحيان بن عدمان (6) 




بقلم : محمد فتحى شعبان 

   الله عليه العوض ...المهم اني دخلت إلي بيت دقدوقة وقلبي يرتعش من الخوف ، كل قصص العفاريت جالت و صالت في خيالي ..منذ بيتنا القديم إلي عفريت مصطفي ، لم اجد احد في الداخل لكن جاء صوتها من الحمام ( استني أنا جاية ) وضعت الأشياء فوق منضدة قريبة ، وقفت انتظر خروجها من الحمام ، لم استطع الجلوس خوفا من أن يظهر لي عفريت فجأة .

فجأة ظهرت امرأة تلبس ثوبا ازرق مطلقة لشعرها العنان ، بيضاء ذات شعر أسود مثل الليل ، لكنها تشبه دقدوقة ...أخذت استعدادى للجري ، جاء صوتها ( أنت خايف ) كان صوت دقدوقة ...نظرت إليها ( بحلقت ) إنها دقدوقة بالفعل " شغل عفاريت يا بوي " ...

  الست إمارات نعم اسمها إمارات ...كانت من أحدي محافظات الأرياف ، سكنت في نفس شارعنا كان معها ( اورطة ) عيال خمس اولاد وثلاث بنات ، كانت قد تخطت الخمسين من عمرها ....كانت مليانة وبيضاء لكن قوامها مشدود ، كان صدرها كبيرا بشكل يجذب الإنتباه ، تصاحبت مع امي منذ دخولها الشارع ، كانت امي عشرية وهي ايضا عشرية صارت المودة كبيرة بينهم حتي صارت جزء من حياتنا .

   مع بداية ضوء النهار نتسلل أنا وأخي من البيت معنا البوص و السنانير و سيخ من حديد لزوم صيد الكابوريا من بين الصخور ، الكابوريا لها عدة أنواع أو هكذا كنا نسميها ...الشعران والجراية والخلخل وكابورية المكس ، المهم نصل إلي البحر ونبدأ الصيد ، احيانا لا نصطاد شيئا من السمك ...لكن يكون لنا نصيب في الكابوريا .

   في المساء عندما اكون وحدي تتداخل الحكايات والذكريات ، امارات كان لها بنتين توام في نفس عمري كنت دوما اخلط بينهما ، رضا و راضية اسميهما  ...في مساء يوم ما كنت في غرفتي ...كانت امارات وبناتها الثلاث عندنا ، تسللت واحدة من التوام إلي غرفتي ، سمعت الباب يفتح و رأيتها ، سألتها من انت رضا ام راضية ضحكت وسألتني ( انت رأيك ايه ) ، لم اجيب ...

   كانت دقدوقة حلوة فوق ما اتوقع...طلبت مني الجلوس فجلست ، أعدت كوباية شاي دارت حكايات ...حديث طويل لا اريد له أن ينتهي ، عندما اردت الخروج أمسكت يدي ، دقات قلبي سريعة و مضطربة ...هي امرأة مكتملة الأنوثة ...لها عفاريت مسخرين لها ...شعرت بشيء غريب ما بين الخوف والرغبة ...لكن أفلت يدي وخرجت ...

إرسال تعليق

0 تعليقات