قصة تربوية للأطفال...ابوعمر الجفال العراق 🇮🇶

 

قصة تربوية للأطفال




    أنقذت ... كتاباً 

بقلم : أبو عمر إبراهيم الجفال العراق


 ذات مساء في بغداد


كانت رقية فتاة صغيرة في التاسعة من عمرها  تعيش مع والديها في بيت يطل على دجلة .

كان والدها خطاطا يعمل في بيت الحكمة ، حيث تحفظ آلاف الكتب في الرفوف الطويلة  .


كل ليلة كانت رقية تنتظر والدها عند الباب  تسأله بحماس :

أخبرني يا أبي  ماذا كتبت اليوم ؟ 

هل كان كتاباً عن النجوم  ؟ 

أم عن دواءٍ جديد  ؟


فيضحك والدها ويقول :

 بل كان عن الصدق والأمانة ... وهل هناك أجمل من الأخلاق ؟


 (عاصفة الخوف )


ذات صباح ...  استيقظت رقية على أصوات عالية ... وجلبة في الشوارع 

صرخت أمها  :

  المغول  !  

المغول دخلوا المدينة  !


أخذ الناس يركضون يحملون أطفالهم وبعض الطعام ...  بينما والد رقية أمسك يدها وقال :

 يجب أن نغادر بسرعة  !


لكن رقية كانت تنظر إلى رف خشبي صغير قرب النافذة  ...

كان عليه كتاب قديم تحبه كثيرا  عنوانه :

كن حسن الخلق تحب


ركضت إليه ... احتضنته بذراعيها  وخبأته تحت عباءتها  وهمست :

 لن أدعك تحرق ... سأُخفيك كما تخبأ الجواهر .


 بيت خلف النهر


هربت العائلة إلى بيت صغير خلف النهر ، 

وبقيت هناك شهوراً طويلة .

في كل ليلة ، كانت رقية تخرج الكتاب  ، تمسح عنه الغبار  وتقرؤه على ضوء الشمعة  .


تعلمت منه كيف تكون رحيمة ، وكيف تعتذر حين تخطئ  ، وكيف تصبر إذا حزنت .

وبعد أن هدأت الأحوال ... 

 عادت العائلة إلى بغداد  لكن البيت الكبير احترق ... وبيت الحكمة صار أنقاضاً ورمادا .


قالت رقية وهي تمسك كتابها :

 ربما احترقت المكتبة ... لكن هذا الكتاب بقي معي  لأنه يعيش في قلبي  .


 رقية الأم


مرت السنوات ...  وكبرت رقية ...  وتزوجت ... وصار عندها أطفال .

وفي كل ليلة  ، 

كانت تجمعهم حولها وتقول :

هل أخبرتكم كيف أنقذت كتابي من النار ؟


فتضحك طفلتها الصغيرة وتقول :

وسأنقذه أنا إن احترق بيتنا أيضا .


 العبرة :


يا أحبتي

ليست كل كنوز الدنيا ذهباً أو فضة ...

بعض الكنوز حكم محفوظة في الكتب ... وقلوب تحفظها .

ورقية الصغيرة علمتنا أن الطفل الذي يحب العلم ... قد ينقذ حضارة .

.........

مع خالص تحياتي .... 

ابو عمر ابراهيم الجفال 

Safir Almashaeir

  8  /  8  /  2025

إرسال تعليق

0 تعليقات